أكد كريم زياني لاعب وسط مرسيليا الفرنسي والمنتخب الجزائري أنه عانى كثيرا حتى يصل إلى مستواه الحالي، سواء مع ناديه أو منتخب بلاده، مشددا على أنه لن ينسى فضل والده عليه، وإيمانه بموهبته، وإمكانياته رغم تعرضه في صغره لانتقادات كثيرة، وسخرية من بعض الأندية لقصر قامته، وضعف بنيته الجسمانية.
وقال زياني -في تصريح خاص لجريدة "الهداف" الجزائرية- "لن أنسى فضل والدي علي لأنه الوحيد الذي كان يؤمن بإمكانياتي عندما كانت ترفضني الأندية وأنا صغير بسبب بنيتي الضعيفة، وقصر قامتي، والآن أمتلك عروضا بالجملة من الأندية نفسها، لكني باق مع فريقي حتى إشعار آخر".
وأضاف "والدي كان يتحسر جدا عندما ترفضني الأندية لقصر قامتي وبنيتي الضعيفة، ومنها باريس سان جيرمان، وكان البعض يسخر مني، ويطلب أن ألعب كرة سلة حتى أصبح طويلا، أو ألعاب قوى لأني لا أتعب في الملعب".
وأكد زياني أن والده السبب الرئيسي في صموده ومحاربته ليصل إلى ما هو فيه الآن من نجاح، مشيرا إلى أن والده يمثل كل شيء في حياته، وهو مستشاره الأول والأخير.
وكشف النجم الجزائري عن "أنه ابن حي شعبي في العاصمة باريس، ولم يولد في فمه ملعقة من ذهب، وإنما عانى كما يعاني كل الشباب في فرنسا، ولم يكن منعما ولم تتوفر له سبل الرفاهية".
وشدد زياني على أنه لا يحبذ الظهور في الشوارع كثيرا في مرسيليا لعدم جرح مشاعر الكثير من الشباب العاطل، لافتا إلى أنه لا يريد أن يؤذيهم أو يشعرهم بالنقص لأنه يشعر بمعاناتهم.
وأضاف "أحس بمعاناة الشباب الذي لا يملك قوت يومه، لذلك أفضل العيش بعيدا عن الأعين حتى لا يشعر الشباب بالنقص وهم يرونني بسيارة أحدث طراز، في حين أنهم يعانون من البطالة أو بدون وثائق، هذه الأمور ربما لا تعنيني كلاعب، لكني أشعر بها، وتقلقني، لذا أحاول أن أتفادى الظهور كثيرا".
أموت من أجل جزائريتي
وعن تفضيله اللعب للمنتخبات الجزائرية منذ صغره، قال زياني: "الجزائر جزء مني، وهي حقيقة لأنني منذ الصغر حلمت باللعب للمنتخب الجزائري، ثم إن التاريخ يشهد أنني لم أتردد مثل البعض في اللعب للجزائر، وكان خياري واضحا وسني لم يتجاوز الـ17 عاما".
وأضاف "أنا مستعد للموت من أجل وطني، وغيرتي على هذا البلد مشروعة لأنني أمثل الجزائر وشعبها، وهنا لا يمكنني أبدا نسيان ما حدث في تونس عندما تم الاعتداء على الجزائريين، وسال الدم بغزارة في صفاقس، وقد أقسمت على عدم العودة إلى هذا البلد رغم أنني سبق أن قضيت عطلة هناك. الدم الجزائري غال جدا، ولا أقبل أن يسيل بهذه الوحشية ليبقى ما حدث في أمم إفريقيا 2004 أسوأ ذكرياتي".
وأشار لاعب وسط مرسيليا إلى أنه رفض عرضا مغريا من نادي لانس الفرنسي للانضمام إليه، وعدم اللعب مع الجزائر في أمم 2004، موضحا أنه فضل البقاء في نادي تروا الأقل شهرة للحفاظ على وطنيته وحبه لبلاده.
الفوز على مصر
وأكد زياني أنه سيكون أسعد إنسان في العالم في حال تحقيقه لقب الدوري الفرنسي هذا الموسم مع مرسيليا، وقيادة الخضر للفوز على مصر في التصفيات الإفريقية المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات أمم إفريقيا وكأس العالم 2010 معا.
وأضاف "لقد صرحت مرارا أنني أحلم بالتأهل لكأس العالم 2010، وذلك منذ بداية التصفيات الأولى، فالذي يهمني هو تحقيق حلم المشاركة في المونديال، ولست من الذين يكتفون بالتأهل إلى أمم إفريقيا في أنجولا فقط بحجة أننا لم نتأهل منذ 2004 في تونس هذا خطأ".
وشدد النجم الجزائري أنه يريد دخول التاريخ، وأن ذلك لن يتحقق إلا بتأهل الجزائر للبطولات الدولية في مقدمتها مونديال 2010، معتبرا أن التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا لن يتحقق إلا بالفوز على مصر، وأنه متفائل بذلك لأن الخضر يملكون الإمكانات والقدرة على قهر الفراعنة.
وعن توقعاته للقاء مصر، أوضح زياني "أنه لا توجد مباراة في كرة القدم يتفوق فيها المنافس قبل أن تلعب، فالذين يريدون ترشيح مصر هذه مشكلتهم".
وأضاف "نحن سنلعب بقوة، وأعتقد أنه في لقاء مثل هذا المدرب رابح سعدان لن يكون بحاجة إلى تحفيزنا، فخصوصية المباراة ولأنها تجري على ملعبنا يجعلنا أمام حتمية الفوز بها للبقاء في السباق نحو التأهل إلى المونديال".
وعن التعادل مع رواندا في افتتاح التصفيات، قال النجم الجزائري إن المباراة انتهت بالتعادل، فما الفائدة الآن من القول إننا كنا نستطيع الفوز بهذه المواجهة، وإنه كان علينا أن نحقق الفوز بأي ثمن، هذا الكلام لا فائدة منه".
وأضاف "علينا التفكير حاليا في لقاء مصر، والتحضير له جيدا، ثم زامبيا المنتخب الذي بهرني بمستواه حقا، وأعتبره خطرا حقيقيا على كل منتخبات المجموعة، لكننا إذا فزنا على مصر سنذهب بمعنويات مرتفعة للعودة من زامبيا بنتيجة إيجابية".
وحول اقتراب ناديه مرسيليا من الفوز بالدوري الفرنسي، قال زياني: "اللقب لم يحسم بعد، وأتمنى الفوز به، على كل حال إذا توجت بالبطولة ثم فزنا على مصر فسأكون أسعد إنسان في العالم".
وأضاف "أنه ما زال هناك 6 جولات على نهاية الدوري الفرنسي، ويجب ألا نسبق الأحداث، ولكن لاعبي مرسيليا مصممون هذا الموسم على استعادة البطولات، وخاصة الدوري الغائب منذ فترة عن النادي".
وعن مستقبله مع مرسيليا، قال زياني: "أنا متعاقد مع مرسيليا لمدة 4 سنوات، والآن أنا في الموسم الثاني، ولا أعتقد أن الوقت قد حان لأترك مرسيليا، سأبقى هنا خاصة إذا حصلنا على الدوري، ويجب أن أقدم مستوى أفضل في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ثم بعدها أفكر في المرحلة المقبلة من حياتي، رغم أنني مرتاح هنا في مرسيليا.